المسحراتي: تاملات على هامش الثورة العربية الكبرى
Name:
Location: United States

11/24/06

تاملات على هامش الثورة العربية الكبرى



تأملات على هامش الثورة العربية
ترجمة بتصرف عن
د/ ممتاز الأرنؤوط
لم تجدى دموع الترك التى هطلت أنهارًا عند الحضرة النبوية الشريفة فى إثناء العرب عن التحالف مع الإنجليز لمحارية خليفة المسلمين. لم يحفظ العرب أن الترك هم عماد الدول الإسلامية المتعاقبة منذ عهد الخليفة العباسى هارون الرشيد , ولا أن السلاجقة الأتراك هم من بدد الحملة الحملة الصليبية الأولى قبل أن تصل إلى تخوم الشام , و تمر السنوات و تتحقق بشارة النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) بفتح القسطنطبنية التى طالما حاصرها صحابته الكرام فأبى الله إلا أن تفتح على يد الترك (نعم الجند و نعم الأمير)"حديث شريف" .و بفتح القسطنطينية بدأ عهد أقوى لآخر الدول الإسلامية التى وقفت سدًا منيعًا أمام الغزوات الغربية المتالية على قلب العالم الإسلامي و ما كانت الحروب الصليبية ببعيد حينما نجحت الدولة الاسلامية العثمانية العليا فى نقل المعارك الى قلب أروبا بعد أن كانت تدور رحاها ببلاد د مصر و الشام.



كما نسى الترك أن العرب هم قلب الإسلام و مادته و أن عز العرب عز للإسلام و أن ذل العرب هو ذل للترك أيضًا بل ذل للدنيا بأسرها, فإستبيحْت بيضتهم و نهبت ثرواتهم و خربت بلادهم وعاشوا فى الجهل و الفقر و المرض لينعم الباب العالى و حوارييه على نزيف دمائهم و عوملوا بالدونية التى فتحت الباب على مصرعيه للمتربصين بالأمة الاسلامية لبث بدور الفتنة التى دائما و أبدًا تجد من يرعاها و ينميها لخدمة أهوائه و مطامعه و ظهر "الشريف" حسين الذى إتخذ هذا اللقب ليس لأنه من نسل النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) ولكن بحكم وظيفته


فقد عينه ضباط التحاد و الترقى "الماسون الأتراك" أميرا على مكة بعد أن أبعده السلطان عبد الحميد الثانى (رحمة الله و رضوانه عليه) منها و أجبره على الإقامة فى إاسطنبول ليدرأ شره عن أهل الحجاز.

خرج ثلاثة نفر لا يلوون على شيىء إلا الملك و الذهب وهم ( الشريف حسين و ابنيه عبد الله و فيصل ) - فقد وعد الأنجليز الشريف حسين بأن ينزعوا الخلافة عن الأتراك العثمانيين و أن يعطوها له- فخرجوا يقود خطاهم ضابط إنجليزى شاب عرف بـ (لورنس العرب ) إرتدي زيهم و تحدث بلسانهم و خبر عاداتهم و تقاليدهم. و عدهم بالملك ووعد قبائل العرب بالذهب الإنجليزى فتبعوه جميعا

كانت محطتهم الأولى فى العقبة و ما أدراك ما العقية , معركة غيرت وجه التاريخ . رابض فى العقبة الجنود العثمانيون ليكونوا على يسار جيوش الخلافة الاسلامية المرابضة فى الشام و المستعدة للزحف الى مصر لتخليصها من أانياب الأسد الإنجليزى و تعيدها مرة أخرى إلى الأمة الإسلامية

وبينما كانت فوهات مدافعها و تحصيناتها الدفاعية متجة إلى الغرب , جاءتها الطعنة فى ظهرها على أيدى القبائل العربية من الجنوب , فما أن شاهدوا بريق ذهب الإنجليز حتى تبخرت رسالة محمد بن عبد الله من صدورهم . فسقطت العقبة بين أنياب الإنجليز و شرعوا فى تفجير خط سكة حديد الحجاز الذى أنشأه السلطان عبد الحميد الثانى (رحمة الله و رضوانه عليه) بأموال المسلميين ليربط ولايات الخلافة ببعضها البعض

إحْتُلّتْ العقبة و بدلا ًمن أن تكون على ميسرة جيوش الخلافة الإسلامية المرابضة فى الشام و المستعدة للزحف إلى مصر أصبحت على ميمنة الجنرال اللنبى المتجه لإحتلال القدس. و سقطت القدس فى قبضة الإنجليز وما عادت مصر إلى الأمة الاسلامية إلى يومنا هذا و ما هى إلا أيام حتى أعلن الجنرال اللنبى من قلب دمشق "اليوم إنتهت الحروب الصليبية" و تبعتها ركلة حقيرة من قدم جنرال فرنسى لقبر صلاح الدين الأيوبى الكردى"رضى الله عنه و أرضاه" قائلا ها قد عدنا يا صلاح الدين


و توالت الهزائم فانقضت الجيوش الانجليزية و الفرنسية والروسية و الايطالية و الالمانية على الأمة الإسلامية فمزقتها شر تمزيق. و ظهر ضابط بالجيش التركى يدعى مصطفى كمال رسم حدودًا للدولة التركية و أبدى بسالة فائقة فى الدفاع عنها فمات مئات الآلاف من الأتراك عند صد هجمات الغرب على بلادهم ففازوا بدولة مستقلة


و ما أن إنقشع غبار المعركة حتى نكل مصطفى كمال بكل الجمعيات الماسونية التى كانت تعمل فى تركيا و يا ليته وقف عند ذلك الحد بل فعل فعلة ظلت علامة سوداء على جبين الأتراك حتى قيام الساعة فقد ألغى الخلافة الإسلامية ووقف الإنجليز بكل قوتهم ضد محاولات إحيائها سواءً من الهنود أو المصريين أو فى أى بقعة من بقاع العالم الاسلامى


فلأول مرة منذ أن بشر النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) بدعوة الإسلام ينفصل الإرتباط المادى بين المسلمين
فبسقوط الخلافة العثمانية قُسِمت الأُمة الإسلامية إلى بضع و خمسون دولة ترفرف عليها رايات شتى ( راية شيوعية على وسط أسيا - راية قومية على الشام - و راية صليبية على لبنان - و راية صهيونية على فلسطين - و من قبلها راية ماسونية على مصر )

و لكن ما حال الثلاثة نفر و أاتباعهم بعد أن وعدهم الإنجليز بالملك و الذهب
أما فيصل فقد عين من قبل الإنجليز ملكًا على العراق فقتله العراقيون و أما عبد الله فأنشأوا له دولة سموها الأردن و ما لبث قليلاً حتى إتُهم بالجنون و تم عزله , أما كبيرهم الذى شرد دولة الخلافة فخانه الإنجليز و جاءوا بابن سعود فجعلوه ملكًا على الحجاز يدلا منه ؛ و شرده الله فى الدنيا فرفض إبنيه أن يأويانه فى ملكهما و عاش شريدًا و مات طريدًا فى جزيرة قبرص , أما أتباعهم من القبائل العربية التى خرجت طمعًا فى الذهب فحالها لا يخفى على لبيب فما زالت مكبلة بأغلال الفقر هائمة فى غياهب الجهل. و توارت رسالة محمد بن عبد الله فى قلوب أتباعه المخلصين إلى حين




0 Comments:

Post a Comment

<< Home

Free Web Counter
number of visitors numbers of hits
numbers of hits