المسحراتي: الابادة الغربية للشعوب المستعصية -1
Name:
Location: United States

7/16/07

الابادة الغربية للشعوب المستعصية -1

وماارسلناك الا رحمة للعالمين
قران كريم


ابادة الاخرهوالشعار الذى رفعه الغرب منذ سقوط الاندلس فى ايدى الكاثوليك و انطلاق القراصنة الاسبان والبرتغال فى مرحلة اولى للالتفاف حول العالم الاسلامى والوصول الى اقصى اطرافه -اندونسيا
فيما عرف بعصر الكشوف الجغرافية . توالت بعد ذلك موجات القراصنة والمستكشفين فحيثما حلوا حملوا معهم الخراب والدمار لكل الشعوب التى وجدوها فى طريقهم.
فى مجموعة من المقالات كتبت باقلام كبار المفكرين العرب "ساوالى نشرهاتباعا" احاول ان ارصد سلوك الغربيين منذان انفجروا فى وجه العالم وحتى يومنا هذا.
من افريقيا التى استعبد اهلها وتنزح ثرواتها الى السيد الابيض الى العالم الجديد "امريكا" التى دمرت فيهاحضارات سكانها الاصليين الى اسيا
التى لم يكن حظها بافضل من غيرها. فاينما حل هذاالغربى لم يجلب معه الاالخراب والدمار

ونبدءبمقال كتبها

د.عبد الوهاب المسيري


الإبادة الغربية لكل من يقف في طريق محاولة الغرب تحويل العالم إلى مادة استعمالية. أن
إبادة السكان الأصليين في الأميركتين، خاصة أميركا الشمالية، كان هو النموذج الذي يتكرر . وقد تم إنجاز الإبادة من خلال طرق مختلفة من بينها نقل الأمراض المختلفة، كأن تترك أغطية تحمل ميكروبات الجدري، فيأخذها الهنود الحمر فينتشر الوباء بينهم فتتم إبادتهم تماماً. وقد طلب اللورد إمهرست من الكابتن "بوكيه"، وبعبارات صريحة لا تحتمل التأويل، أن ينشر مرض الجدري بين القبائل الهندية التي لم تصب بعد. وأجاب "بوكيه" لاحقاً: "سأحاول جهدي أن أسممهم ببعض الأغطية الملوثة التي سأهديها إليهم، وسأتخذ الاحتياطات اللازمة حتى لا أصاب بالمرض".
ومع استيلاء المستوطنين الأميركيين على ولاية كاليفورنيا الواسعة الغنية من المكسيك وجدت أميركا نفسها أمام مهمة جديدة وصفتها إحدى صحف سان فرانسيسكو بالكلمات التالية: "إن الهنود هنا جاهزون للذبح، وللقتل بالبنادق، أو... بالجدري". في تلك الفترة كان تسميم الهنود بجراثيم الجدري خطة منظمة تمارسها الدولة وبعض الشركات التجارية المختصة، ويتسلى بها المستوطنون في حفلات تسلية وصفتها مقالة افتتاحية في San Francisco Bulletin بأنها "تستخدم الجراثيم من أجل الإبادة المطلقة للهنود". وفي أواخر ما يسمى بالحرب الهندية- الفرنسية، ظهرت أول وثيقة دامغة تثبت استخدام المستوطنين للسلاح الجرثومي عمداً، وتؤكد أن إبادة الهنود الحمر بالسلاح الجرثومي سياسة رسمية. ففي سيناريو كلاسيكي منقح لقصة تسميم الزعيم الهندي تشيسكياك ومن معه بأنخاب "الصداقة الأبدية" على ضفاف نهر البوتوماك، كتب القائد الإنجليزي العام اللورد جيفري إمهرست Jeffrey Amherst يطلب من أحد معاونيه أن يجري مفاوضات سلام مع الهنود الحمر ويقدم لهم بطانيات مسمومة بجراثيم الجدري "لاستئصال هذا الجـنس اللعين" to extirpate this execrable race.
ولكن كانت هناك آليات أخرى أكثر مباشرة، فكانت الحكومة البريطانية في عصر الملك جورج الثالث، في عصر العقل والاستنارة في إنجلترا، تعطي مكافأة مالية لكل من يحضر فروة رأس هندي أحمر قرينة على قتله. واستمرت هذه التقاليد الغربية الإبادية بعد استقلال أميركا، بل تصاعدت بعد عام 1830 حين أرغم الرئيس جاكسون قبائل الشيروكي على توقيع معاهدة "نيو إكوتا" التي تخلوا بمقتضاها عن جميع أراضيهم شرقي نهر المسيسبي مقابل الحصول على أراضي أوكلاهوما. ثم صدر قانون ترحيل الهنود، والذي تم بمقتضاه تجميع خمسين ألفاً من هنود الشيروكي من جورجيا وترحيلهم "ترانسفير" أثناء فصل الشتاء سيراً على الأقدام إلى معسكر اعتقال خُصِّص لهم في أوكلاهوما. وقد مات أغلبهم في الطريق فيما عرف باسم "ممر الدموع"


(وهذا شكل من أشكال الإبادة عن طريق التهجير –ترانسفير- فهو شكل ترانسفير من مكان لآخر ولكنه فعلاً ترانسفير من هذا العالم للعالم الآخر). ووصلت العملية الإبادية إلى قمتها في معركة "ونديد ني" Wounded Knee (الركبة الجريحة) عام 1890. وكانت الثمرة النهائية لعمليات الإبادة هذه أنه لم يبقَ سوى نصف مليون من مجموع السكان الأصليين الذي كان يُقـدر بنحو 10 ملايين عـام 1500 لدى وصول الإنسان الأبيض، أي أنه تمت إبادة تسعة ملايين مواطن أصلي، إذا لم نحـسب نسبة التزايد الطبيعي (يُقدر البعض أن العدد الفعلي الذي تمت إبادته حتى بداية القرن العشرين قد يصل إلى عشرات الملايين أي أنه يزيد عدة مرات عن الرقم السحري، أي الستة ملايين!).
وحرب الإبادة ضد السكان الأصليين كانت تهدف إلى أن تجعل أميركا "أرضاً بلا شعب" يستطيع المستوطنون البيض الاستقرار فيها. ومن الأسئلة التي يمكن إثارتها السؤال التالي: لِمَ لمْ يسخِّر الإنسان الأبيض الهنود الحمر كأيدٍ عاملة رخيصة أو شبه مجانية بدلاً من إبادتهم واختطاف ملايين الأفارقة ونقلهم من بلادهم إلى الأميركتين ليصبحوا عبيداً وعمالة شبه مجانية؟ للإجابة على هذا السؤال يمكن القول إن الهنود الحمر كانوا يعيشون داخل بناء حضاري متماسك، ولذا فعملية إذلالهم وتدجينهم وتحويلهم إلى مادة استعمالية يمكن توظيفها كانت صعبة إن لم تكن مستحيلة. أما الأفارقة، فمن الممكن إفقادهم هويتهم وتماسكهم بعد اقتلاعهم من تربتهم الحضارية ونقلهم إلى أرض غريبة عليهم وبالتالي يمكن إذلالهم وتطويعهم. وبالفعل نجح الإنسان الأبيض في ذلك. وقد حققت الولايات المتحدة تطوراً هائلاً في تجارتها الخارجية بسبب عمالة العبيد المجانية. ففي عام 1830 كان القطن الذي يزرعه العبيد والمنسوجات القطنية يمثلان نصف صادرات الولايات المتحدة، كل هذا يعني أن الاقتصاد الأميركي كان مبنياً على إبادة السكان الأصليين واستغلال العنصر البشري الذي جرى استرقاقه.
وقد تكرر نفس النمط الإبادي في أستراليا التي كان يبلغ عدد سكانها الأصليين مليوني نسمة عند استيطان البيض للقارة في عام 1788 ولم يبق منهم سوى 300 ألف. وقام الاستعمار البلجيكي في الكونغو بإبادة الملايين على الطريقة الغربية. وقد صرح هتلر في إحدى خطبه بأنه تعلم الكثير من هذا النمط الإبادي، وبالذات من الإبادة الأميركية للهنود الحمر. وفي إحدى الروايات الخيالية يقوم هتلر بالدفاع عن نفسه بأن يلقي في وجه قضاته ببعض الحقائق عن الطبيعة الإبادية للحضارة الغربية فيقول: "أنا لم أخلق القبح، ولست أسوأ القبحاء... كم عدد التعساء الصغار الذين قتلهم المستعمرون البلجيك في الكونغو، إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر بأن يتركوا ضحاياهم تتضور جوعاً حتى الموت أو يتركوهم يموتون بمرض الزهري (استمرار للحرب الجرثومية). لقد بلغ عدد الضحايا عشرين مليوناً. هذه النزهة الخلوية كانت قد بدأت وأنا بعد في المهد صبياً، في لعبة الأرقام السوداء، لست أسوأ اللاعبين".
بل إن هتلر في هذه المرافعة الخيالية يشير إلى بطولات "يوشع بن نون"، وهو بطل قومي توراتي، يتواتر ذكره في الكتابات الصهيونية، ويوصف بأنه حرق المدن وخربها كليةً وأباد سكانها نساءً ورجالاً وأطفالاً، وحتى الحيوانات، أبيدت هي الأخرى بحد السيف، ولذا فهتلر يرى أن كتاب اليهود المقدس تفوح منه رائحة الدم! ويجب أن نتذكر أن الخطاب التوراتي الإبادي كان هو خطاب كل المستوطنين الغربيين، وهو خطاب استخدموه في إبادة السكان الأصليين. وجرائم الاستعمار الإيطالي في أريتريا وأثيوبيا وجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر بلد المليون شهيد معروفة للجميع وتم توثيقها. وحصر المذابح التي ارتكبها التشكيل الاستعماري الاستيطاني الغربي يتطلب دراسة منفصلة، وإن كان يمكن الإشارة إلى أن عمليات الإبادة للسكان الأصليين كانت مستمرة حتى عهد قريب في البرازيل وفي أماكن أخرى (وإن كان بشكل أقل منهجيه وخارج نطاق الدولة). والله أعلم. * نقلا عن صحيفة" الاتحاد" الاماراتية

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

Free Web Counter
number of visitors numbers of hits
numbers of hits